لايأس مع الح ــياة

عندما يرحل الأمل...


يحل محلهـ الألم بالأنسان..


فيغلق كل باب أمل في وجههـ...


ويتملكهـ اليأس..


في هذه الح ـــياة...


عندم ـــا يرحل الامل..


فإن مشاعر السعادة تتبدد وتختفي..


وتتوارى خلف

الشمس البعيدة فلا يكاد يرى منهـ شيء ..


فتتلبد الغيوم حولهـ وحجبهـ ...


ولا يظهر للعيان ثانية...


هاقد تلاشى واختفى وانقضى من حياتهـ مخلفا وراءه آثاره الموجعة والمؤلمة....


هكذا بدأت حياتهـ بعد رحيل أمل التي أخذت معها كل أملٍ لهـ،


فأصبح يتخبط في دنيا واسعة لايعرف إلى أين يذهب؟!..


تحطم كل شيء أمامهـ ولم يعد يرى للحياة أي معنا أو لون ..


بل يراها أنها اخذت منهـ أملهـ


وسعادتهـ

وابتسامتهـ..


ضحكتهـ


وحتى دموعهـ ..


أخذت كل شيء جميل يملكهـ ..


فتحطم ذلك القلب حطاماً...


ومزقهـ الالمـ تمزيقاً...


فكيف لذلك القلب أن ينسى أملا

التي دخلت حياته وبدلتها تبديلا..


وملأتها بهجة وسعادة.. ؟؟


كيف له أن يغمض لهـ جفن وذكرى أمل تطارده وخيالها لايفارقه..؟؟


تلكـ الفتاة التي نشرت في هذا الكون سع ـــادة لاحصر لها..


توزع ضحكاتها

على كل من تقابلـهـ..


لديها ابتسامة عذبة..،،


" آه يا أمل.. لما رحلتي ولم

تأخذيني معكـ ؟؟"


وغرق في بحر دموعهـ..


هاقد أشرفت الشمس على الغروب..


وهاهو قد بدا حزينا أمام البحر يراقبهـ،،


ويرقب غروب يومه الكئيب..


ثمـ يجر بعدها همومهـ لتبدأ معزوفة حزن أخرى في

ليلٍ ط ــــويـ ــــل...


ذات صباح استيقظ على صوت نوارس البحر فقد كان بيته قريبا من الشاطيء

..


فتح شرفة حجرتهـ فاستقبلته أشعة الشمس الذهبية المنسدلة من نافذه غرفته إلى أحشاء قلبهـ..


لأول مرة يشعر أن هذا اليوم سيكون مختلفا عن سابقهـ ،،


لأول مرة بعد انقضاء شهر من رحيل أمل يستشعر روعة وجمال البحر الأزرق....


ارتدى ملابسهـ وهمـ بالخروج فإذا بأحد يطرق الباب.. :


أنها رسالة لك

سيدي..،،


اجاب: شكرا!!! وكله تعجب؟؟ " من من ستاتي هذه الرسالة فليس لدي اقارب خارج البلد؟؟؟


وضعها في جيبه غير آبهـٍ بها ومضى يجوب الأرض حتى

وصل لأاخر محطة لهـ..


إنها شجرة الذكريات..


شجرة أعلى التل


" آه كنا نجلس دائما هنا بعد رحلة عناء لنستريح ..."


رجعت ذكراه الحزينة فلم يستطع

إخفاء دموعه الأليمة....


تذكر الرسالة فأخرجها من جيبهـ..

كانت قديمة


ومهترئة..


نظر إليها ..


أحس بشدة خفقان قلبهـ وازيداد نبضاتهـ...


ليس على الظرف مرسل..


فتحها ببطء..


(" أعرف انك ستكون منكسرا لموتي.. حزينا لفقدي.. متألما لرحيلي..كل لحظة

مرت علي كانت من اجمل لحظات حياتي..أجمل الذكريات قضيتها معكـ..آه لو

تعود.. لو قُدَّر لي عمرا آخر لاخترت أن أقضيهـ معكـ ،، أخفيت حقيقة

مرضي.. وعلمت ان ساعات حياتي معدودة،، لم اشأ ان اجعلك تقلق وذلك سيعكر

مابقي من لحظات عمري ،، احببت ان نقضيها في سع ــادة لايشوبها حزن..ستأتيك هذه الرسالة بعد أن يتوارى جسدي تحت التراب..،، لاتحزن..

وتذكر ان لديك هنالك عمرا كي تعيشهـ.. لاتقضي حياتك في الببكاء على

مافات..بل انهض فنالك اعمال لم تنجزها بعد ! ولم يأخذ الله منك شيئاً إلا

كي يعطيك أفضل منهـ ..الحياة امامكـ وللأمل أبواب..


فخذ هذا المفتاح


وافتح الباب.. وانطلق لتحقق أحلامك .. لم تغرب الشمس بعد! إبدأ من الآن

وافتح قلبكـ للحياة وابتســم انظر حولك فلاتزال السماء رزقاء صافية..


نقية... ! واسعة حولكـ ...


لاتستسلمـ ...


فلا يزال هنالك أمل قـ ــــادمـ

...")


نهض واقفاً..


وتنفس الصعداء..


مسح دموعهـ


أحس ببصيص الأمل يلوح من بعيد..


أيها الامل الظاهر من بعيد .. إنني قادم..


سآتيك مسرعا..


سأصبح حـ ــرّا طليــقا..


عبر هذا الأفق أطير اليكـ..


لن تضيع حياتي هباءً..


سأعيش عمراً آخر..


فإن لايأس مع الح ــياة ....